"قف للمعلم وفه التبجيلا/ كاد المعلم أن يكون رسولا" بيت شعر وجب على الدولة إعادة تفعيله، كأول خطوة لإصلاح التعليم، بسبب الوقائع التالية :-
يوم السبت 13ابريل 2019 أعلن د. غانم السعيد مسؤول الاعلام بالأزهر قرار الجامعة بإقالة ثلاثة.. عميد ورئيس قسم كلية التربية بنين، ووكيل الكلية لشؤون التعليم والطلاب.. بعد ثبوت وتكرار ما أعتبره أنا جنحة آداب داخل المدرجات، وتداولها الطلبة "فيديو" على الفيس بوك بعنوان " خلع البنطلون مقابل الامتياز!!".. والغريب إن مجلس "الرصد والتربص الوطني" لم يصطد الطلبة رغم ما كتبوه من تفاصيل الفعل الفاضح لأستاذ مادة "العقيدة" بتربية الأزهر! ولا اصطادوا أو أغلقوا الصفحة الالكترونية للأستاذ د. امام رمضان الذي اعترف في بيان منشور"طلبت من كل طالب الصعود إلى جواري وخلع البنطلون والبوكسر أمام زملائه، مقابل اجتياز مادته بامتياز! ومن يمتنع راسب!!! الأغلبية امتنعوا، لكن طالبا وافق وطلع وقلع فعلا!! ثم طاردني للوفاء بوعدي بالامتياز، رفضت فهددني بالانتقام!!".. وبرر أستاذ التربية جريمته بأنها اختبار عملي لتفضيل الدين على الدنيا في مادة العقيدة!! هذا تفكير أستاذ أزهري يختبر ثبات عقيدة طلبة التربية بعرض عورتهم!! معترفا أنه عرض نفس الاختبار و"بالتمثيل" في ثلاث محاضرات!! الجامعة قررت رفد الأستاذ والطلبة ممن شاركوا في محاضرات العُري بعد التحقيق نتيجة انتشار الفيديو! لكن مجلس الرصد صمت!! لم يطالب بمنع التمييز الديني في التعليم، ولا بالتقييم الدوري لأداء وسلوك الأساتذة وخريجي التربية الأزهرية، كشرط مقابل الترقية! وأتساءل.. لماذا لا تختص جامعة الأزهر بتدريس علوم الدين والفقه فقط، ليتزود منها من يشاء من خريجي الجامعات كلها، مصريين وغيرهم؟
ولسه!! بعد خمسة أيام فقط، كرر د. محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة نفس الفعل الفاضح علنا في ساحة الجامعة!! وقف أستاذ الفلسفة، قائد وقدوة الجامعة، فاتحا مزاد تأصيل النفاق وتعليم الانتهازية لجموع الطلبة كطريق سريع لنوال الرضا والمناصب!!
د. الخشت كان نائبا لشؤون التعليم والطلاب، ولكونه خبير إدارة وتطوير وأنشطة، استثمر حالة القبول والفرح الجمعي بعد حفلة غنائية، اعتلى المنصة بعد المطرب أمام قبة الجامعة، وفتح مزاد الهتاف لمصر كشرط لتوزيع جوائزه!! حنجرته على الميكروفون تردد "تحيا مصر"، وعيونه -غالبا- تتلقى تعليمات على الموبايل، يهتف:-" أنا وعدتكم بمفاجآت في 25 ابريل لأنكم الشباب الفُل صانع مستقبل مصر، أولا سمعوني تحيا مصر- يسمًعوه- يحثهم ليصل صوتهم لتسجيل الموبايل!! فيصيح مهللا "أولا، كل طلاب المدن الجامعية إعفاء من المصاريف في رمضان- هتاف "تحيا مصر"- اعفاء من المصاريف الدراسية لمن لم يدفعها- تحيا مصر أكتر!!- اللي شايل مادة أو اتنين على 5% هيتخرج.. وختاما، أجازة من 25 إلى 29 أبريل.. يعلو هتاف تحيا مصر بالطبول والرشاوي!
تصورت أن الواقعة لن تمر بسلام كما في جامعة الأزهر، وأن المجلس الأعلى للجامعات سيحاكمه على إهانة الجامعة، والعلم، وقدسية هتاف " تحيا مصر".. لكن بعدها، تصدرت صورته الجرائد مع خبر إعلان جوائز مالية ضخمة وتكريم لأعضاء هيئة التدريس ممن تنشر أبحاثهم دوليا.. كمحاولة لرفع تصنيف الجامعة عالميا، واستقطاب تمويل تكلفة الأبحاث من جهات مانحة محلية ودولية.
يا رئيس جامعة القاهرة العريقة، كيف يرتفع تصنيف الجامعة بالإجازات والمجانية و5% مكافأة للكسالى!! وهل لا تعلم سيادتك أن النشر في المجلات العالمية بفلوس كالإعلانات!! باختصار يا ريت تمتنع عن نشر انجازاتك ودروسك.
---------------------
بقلم: منى ثابت